dimanche 18 décembre 2011

المسرح

المسرح العربي
للاستئناس فقط :
د. فاضل خليل
المقدمةلا أريد الخوض مجددا في إثبات وجود المسرح عند العرب أو عدم ذلك ,بل سأكتفي بالوقوف عند الظاهرة المسرحية السائدة والتي بدأت بمسرحية (البخيل ) للنقاش – عام 1874 – وصولا إلى التجارب الحديثة , ومدى استفادتها من التجربة المسرحية في عموم العالم وما أفرزته الضرورات من التخصصات الواجب توافرها من اجل سير العملية المسرحية بشكل جيد .هذه العملية التي تبدأ من – اختيار النص – وحتى – خروج المتفرج من قاعة العرض – فمسئوليتها كانت فيما مضى تقع على عاتق المخرج وهي في كل الأحوال مشكلة كبيرة ومشاكل أخرى شكلت عائقا في اكتمال التجربة الإخراجية وحالت دون الوصول إلى الحالة الإبداعية المبتغاة للوصول إلى التكامل الفني في العرض المسرحي . ولعل من أهم تلك المشكلات هي :-
1- غياب التخطيط العلمي . 
2- نقص الكفاءات .
3- تدني الثقافة المسرحية. 
4- ضعف الكوادر .
5- غياب الريبورتوار.
6- غياب المتفرج المساهم .
7- غياب الناقد المتخصص .
8- غياب التكنولوجيا .
9- عدم تفرغ الفنان المسرحي .
10- قلة قاعات العرض ذات المواصفات الفنية العالية .

هذه الأسباب وأخرى غيرها ساهمت كثيرا في تدني واقع المسرح العربي.وقسم كبير من هذه الأسباب لازال يعاني منها المسرح العربي …ولحد الآن .

- البداية-
بدأ المسرح العربي بالظواهر الدرامية الشعبية(1)التي ظل قسم منها مستمرا" حتى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين , أما القسم الآخر فما زال يقدم حتى الآن مثل ( فنون الرقص الغجرية),(الكاولية) ,(القراقوز )(2) ,(خيال الظل),التي كانت سببا " لظهور أشكال مسرحية مهمة أخرى مثل :
( الأخباري) (3) و(السماح) , (حفلات الذكر) , ( المولوية ) في المشرق العربي و( مسرح البساط ) , ( صندوق العجائب ) , (المداح ), ( الحكواتي ) ,( إسماعيل باشا )(4) في المغرب العربي لكن تظل محاولة النقاش البداية الأكثر أهمية رغم غرابتها على الطباع العربية ورغم تقليدها الأعمى ونقلها الحرفي للتجربة الغربية هذا النقل الذي وصفه د. محمد يوسف نجم بأن الذين نقلوه إلينا " شاهدوا في أوربا أن المسرح له (أنوارأمامية) وتقوم في مقدمته ( كمبوشة ) للملقن توهموا إنها من لوازم المسرح الضرورية . فألصقوها حيث لاحاجة إليها "(5) أو كما وصفه النقاش نفسه حين "وقف أمام الجمهور وألقى مقدمة بالأسلوب الأوربي الشائع في القرن الثامن عشر والتاسع عشر قائلا :- أن ما يقدمه [ مسرح أدبي .. بمثابة ذهب غربي في قالب عربي ] وأضاف : إن هذا النمط نوعان : دراما واوبرا…."ولعله كان من الأسهل لي أن أبدا بالنوع الأول , ولكني عزمت على أن أتناول النمط الأصعب فمن الأرجح انه سوف يحظى باستحسان النظارة ومتعتهم ,واذكر إنني اخترت الشيء الأصح … وأنكم سوف تستفيدون من هذا المسرح لا نه يعلم السلوك اللائق ويقدم نصيحة طيبة , ومظهرا مهذبا" (6) , كان هذا في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر . ونقلا يكاد يكون حرفيا من المسرح العالمي . فتطور التجربة المسرحية تأتى نتيجة حتمية لتطور الفعل الذي هو نتيجة تملك الخبرة الاجتماعية المتراكمة تاريخيا" عبر فعاليات عدد هائل من الأجيال يقف كل منها على أكتاف أسلافه , فخواص وقدرات كل فرد هي نتاج للتطور التاريخي الاجتماعي للبشرية بأجمعها "(7).

وقد (امتاز) الرواد بثقافتهم البرجوازية التي تبغي " إرضاء طبقة معينة من المجتمع ليست هي الطبقة الشعبية ,لذا لم يستطع هؤلاء الفنانون خلق مسرح أصيل"( 8 ) ولو أن تلك البدايات استمرت لانتهت إلى مسرح ذي خصوصية وهوية تميزه عن بقية المسارح العالمية . ولأمكن تجاوز النقص في التأليف بالرجوع إلى المضامين القريبة من المسرح مثل (خيال الظل) , ( السماحة) ,( المقامات) , ( السير الشعبية ), أو ( عاشوراء ) التي كتبت عنها ( بوتنتيسفيا ) قول "لقد سمحت لنفسي بالتوقف عند هذه الأحداث كي أشير إلى المادة المتبعة بالدراما الحقيقية [ التراجيديا] ولا يتبقى لنا في النتيجة إلا أن ناسف لعدم ولادة شكسبير عربي كان باستطاعته تجسيد طباع أبطاله وسلوكهم في الشكل الفني للتراجيديا الدموية أن في هذه المادة من المؤامرات والقسوة والتعسف والشر مالا يقل عما كانت عليه من مواضيع عصر حروب الوردة الحمراء والوردة البيضاء " (9), لكن لم يظهر كاتب في حينه ليستفاد من هذه الأحداث ولتتطور كامل التجربة المسرحية كما هو الحال في ظهور شكسبير الذي تزامن مع حروب الوردتين . ومن المؤسف أن( واقعة عاشوراء لم تستثمر إلا في النصف الثاني من القرن العشرين. أي بعد مرور ما يقارب من 1280 عاما على وقوعها .أما البداية الفعلية للحركة المسرحية العربية في لبنان وسوريا فيمكن تأشير مراحلها بالآتي :-
1- 1847محاولة النقاش حين قدم مسرحية ( البخيل ) عن مولير .
2- الترجمات: حيث نقل ( شبلي ملاط ) مسرحية (الذخيرة) عن الفرنسية ومسرحية ( شرف العواطف ),وكذلك في ترجمة ( أديب إسحاق ) مسرحية راسين ( اندروماك ).
3- التاريخية : هي مرحلة بعث التاريخ الوطني العربي التي من خلالها كتب (نجيب الحداد ) مسرحية ( حمدان ) والتي استمدها من حياة ( عبد الرحمن الداخل ) .
4- الواقعية الاجتماعية: وتمثلت في كتابات جبران خليل جبران الذي كتب مسرحية (ارم ذات العماد ) . 
ومسرحية ( الآباء والبنون )التي كتبها ميخائيل نعيمة سنة 1977 وهذه المرحلة دخلت إلى لبنان عن طريق حركة أدباء المهجر في أمريكا . أما في سوريا فقد بدا المسرح عندهم من فن ( الكراكوز ) الذي كان يقدم في المقاهي مع شيء من رقص ( السماح ), ومن اشهر لاعبي ( الكراكوز ) كان الفنان (محمد حبيب ). وكان في دمشق قبل الانتداب مقاهي عديدة منها (للحكواتي ) , وأخرى (للكراكوز ) وثالثة (للمصارعة ) ورابعة (للسيف والترس ) وخامسة ( للرقص )….وهكذا( 10 ) وبعد وفاة (مارون النقاش) وبعد ركود استمر عشرون عاما ؛ ألف (ابن أخيه سليم النقاش) فرقة مسرحية مع زميل له ( أديب اسحق ) وسافرا بها إلى مصر فعملا على مسارح الإسكندرية وقدما عدة مسرحيات على مسرح ( زيزينيا )(11) من تلك المسرحيات ( اندروماك ) لـ (راسين ) واوبرا (عايدة) التي نقلها سليم النقاش عن الإيطالية ؛ ثم تلتها دراما من خمسة فصول ألفها ( سليم النقاش ) باسم (الطاغية ) وقدمها على مسرح ( الأوبرا ) في القاهرة سنة 1878 , وقدم أيضا مسرحية ( شارلمان ) و( الباريسية الحسناء ) , إلا إنها إلا انهما –أي سليم النقاش وزميله أديب اسحق – لم يستمرا فتخليا عن مسرحهما إلى ( يوسف الخياط ) واتجها إلى الصحافة .أما ( يعقوب صنوع ) الملقب بـ( أبى نظارة )الذي سبقهما فبدا عام 1870 فقد (( أقام دعائم المسرح العربي في وقت مبكر , وسبق به آثار الفرق اللبنانية والسورية التي جاءت إلى مصر لتنشر أصول هذا الفن في واديها))( 12) ,ساعد ( صنوع ) في ذلك إتقانه لعدة لغات وانه كان شاعرا وصحفيا , أما الذي طور موهبته التمثيلية فهو بناء العديد من المسارح في القاهرة التي استضافت العديد من الفرق الأجنبية الكبيرة التي قدمت عروضها على مسارح القاهرة والتي كانت من شوامخ الأدب المسرحي العالمي فتطورت مواهبه نتيجة احتكاكه بفناني تلك الفرق وكانت حصيلة عمله انه وضع خلال سنتين (32) مسرحية وهو رقم مبالغ فيه فمن غير المعقول أن يقدم هذا العدد من المسرحيات على مدى سنتين إلا إذا كانت ( سكتشات فكاهية سريعة ) ,ولم يثبت من هذا الكم سوى سبع مسرحيات.
وفي ذات الفترة سنة 1878 , كان في سوريا الشيخ ( احمد أبو خليل القباني 1833 – 1903 ) يمارس نشاطه مع زميل له هو الممثل ( اسكندر فرح 1851- 1916) , بتشجيع من الوالي التركي ( مدحت باشا ) شكلا فرقة مسرحية دائمة للتمثيل , قدما من خلالها مسرحية( عايدة) ومسرحية ( الشاه محمود )( 13) , واستطاعا بمرور الزمن استقطاب الطبقة الواعية المثقفة , وازدهر المسرح خلالها , لكن وقوف بعض رجال الدين ضده أدى إلى إغلاق مسرح القباني . فتوجه ( القباني ) إلى الإسكندرية في 24 / تموز /1884 مع زميله ( اسكندر فرح ) وعرضا على مسرح الأوبرا مسرحية ( الحاكم بأمر الله ) التي حضرها ( الخديوي توفيق ) وكان هذا أول عمل لهما وظل (القباني ) يعمل على مسارح القاهرة حتى عام 1900 , عاد بعدها إلى دمشق فأعاد بناء مسرحه , وباشر عمله ونجح نجاحا كبيرا لشهرته ومواهبه في الموسيقى والتلحين والتأليف واستمر حتى مات في 21-كانون الثاني –1903 قدم خلال حياته حوالي (25) مسرحية استمد معظمها من التاريخ العربي ومن القصص الشعبية ومن (ألف ليلة وليلة ) و( كتاب الأغاني لأبى فرج الأصفهاني ).
أما في العراق فان النشاط المسرحي قد بدأ في المدارس الدينية والأديرة ,حيث يشير إلى ذلك ظهور أول مسرحية مطبوعة عام 1893 في مدينة الموصل , صادرة عن دير الآباء الدومينيكين (14 . اقتبسها عن الفرنسية (نعوم فتح الله سحار ) عنوان المسرحية ( رواية لطيف وخوشابا) عن الأصل الفرنسي (
FANFAN ET COLAS) وكان قد قدمها في العام 1893 ذاته .
ومنذ نهايات القرن الماضي استمرت الحركة المسرحية ( دينية ) حيث نقلها القسس المسيحيون خلال رحلتهم الدراسية إلى كل من فرنسا وروما , واقتباسهم وترجمتهم إلى المسرحيات التي شاهدوها أو قرءوها فنقلوها معهم وقدموها في العراق لكن هذه البداية ظلت ضيقة ولم تتطور لأنها ظلت حبيسة في الكنائس والأديرة الدينية.كما استمرت المحاولات المدرسية حتى سنة 1926 عندما زارت فرقة جورج ابيض بغداد وقدمت مسرحية (أوديب)التي شارك فيها ( حقي الشبلي ) الذي "كان له فيما بعد الأثر الفعال في وضع الأسس الفنية الأولى للمسرح العراقي وتغيير نظرة الناس إلى هذا الفن ورفع مستوى الهواة العراقيين الذين عملوا في هذا المجال " (15) وأسس أول فرقة مسرحية محترفة عام 1927 باسم ( الفرقة التمثيلية الوطنية ) , وفي عام 1929 تأسست ثلاث فرق مسرحية وهن (الفرقة التمثيلية العصرية ) و( الفرقة التمثيلية الشرقية ) التي ترأسها (صبري شكري ) و( جمعية أحياء الفن ) برئاسة ( كمال عاكف ) , وكان في عام 1929 
أن اتفق حقي الشبلي على العمل مع (فرقة فاطمة رشدي ) وفعلا" سافر إلى القاهرة وعاد مع الفرقة التي قدمت عروضا في بغداد والبصرة والموصل وحين رجعت الفرقة إلى القاهرة مكث حقي الشبلي في بغداد وأسس (فرقة حقي الشبلي ) التي استمرت حتى عام 1935 حيث سافر حقي الشبلي إلى فرنسا للدراسة ويعتبر الشبلي أول موفد لدراسة فن المسرح في العراق . وهكذا فقد شهدت الأعوام العشرة من 1928 –1938 ظهور العديد من الفرق المسرحية المحترفة التي قدمت العديد من المسرحيات المحلية والعالمية حتى عام 1940 . وحين عاد حقي الشبلي من باريس أسس فرع التمثيل في معهد الفنون الجميلة الذي كان انعطافه فنية كبيرة خلقت ا أجيالا من المسرحيين الذين ساهموا في بناء الحركة المسرحية العراقية التي نافست فيما بعد أهم التجارب العربية وشاركت في الكثير من المهرجانات والمؤتمرات الفنية عربيا وعالميا . ساهم هذا المعهد في غرس الثقافة في نفوس العاملين في المسرح و أخذّ على عاتقه مهمة أعداد الممثلين والمخرجين وتقديم المواسم المسرحية التي اطلعت الجمهور العراقي على كثير من روائع المسرح العربي والعالمي" (16) وكان نواة لتأسيس (أكاديمية الفنون الجميلة –عام 1963 ) و ( كلية الفنون الجميلة عام 1968 ) .
كما إن الربع الأول من القرن العشرين قد شهد ميلاد نهضة مسرحية واسعة في اغلب أقطار الوطن العربي في كل من (السودان -1902 ) , ( تونس –1908) , ( فلسطين –1917 ) , ( البحرين –1919 ) , ( الجزائر – 1921 ) , ( المغرب – 1923 ) ,(ليبيا ,1925) , ( الكويت – 1938 ) و( قطر والأردن – بداية السبعينات) وسأتطرق بشكل موجز إلى كل بلد وكيف نشأ فيه المسرح , ففي السودان انطلق المسرح بفضل مجموعة من المدرسين المصريين الذين عملوا فيها بالتدريس في كلية (جوردون التذكارية ) فقدموا أول مسرحية لهم ( التوبة الصادقة ) عام 1912 ,أما أول نص مسرحي فقد كتبه عبد القادر مختار عام 1902 بعنوان (المال)( 17 ) . 
آما في (تونس ) فكان العام 1908 حين زارت (الفرقة المصرية الشعبية ) التي يرأسها (محمد عبد القادر المغربي) المعروف باسم (كامل وزوز ) , حيث مثلوا مسرحية ( العاشق المتهم ) المقتبسة عن الإيطالية واغلب الظن أنها مقتبسة من مسرحيات ( الكوميديا دي لارتا ) .كذلك زارت فرقة ( سليمان القره داغي ) تونس في نفس العام الذي أثارت عروضه اهتمام التونسيين المهتمين بفن التمثيل ,فأسسوا ( الجوق المصري – التونسي ) وقدموا أول أعمالهم سنة 1909 .وفي سنة 1911 تأسست ( جماعة الآداب العربية ) وفي سنة 1912 تأسست (جماعة الشهامة العربية) ,وقدمت الفرقتان العديد من المسرحيات , من ضمنها كانت مسرحية ( الانتقام ) وكانت من تأليف (الشيخ محمد مناشو ) ,وكان لتكرار زيارات الفرق المصرية إلى تونس أثرها في شحذ الهمم المسرحية فكان في عام 1932 أربعة فرق مسرحية هي ( فرقة المستقبل التمثيلي) و(فرقة السعادة ) و(فرقة الشيخ ألأكودي ) و(جمعية التمثيل العربي ) ," وقد امتازت السنوات الباكرة من هذه الفترة بظهور أول ممثلة تونسية هي (زبيدة الجزائرية )( 18 ). 
وأما (فلسطين ) فكان أيضا الفضل في نشأت المسرح فيها يعود إلى زيارات الفرق المصرية , (فرقة جورج ابيض ) و(فرقة سلامة حجازي ) اللتان زارتا (فلسطين ) سنة 1914 وقدمت المسرحيات (لويس الحادي عشر ) ,(تاجر البندقية ) و(أوديب ) الأمر الذي حفز نخبة من الشباب الفلسطيني , فأسسوا أول نادي للتمثيل في (القدس) أسموه (نادي الإخاء الأرثوذكسي ) (19) فقدموا مسرحية مترجمة شاركت في تقديمها الفنانة (بديعة مصابني) . وتوالى بعد ذلك تأسيس العديد من الفرق المسرحية ففي عام 1917 أسس مجموعة من الشخصيات الوطنية (المنتدى الأدبي) وكان من أعضاءه (فخري النشاشيبي) و(حسن صدقي الدجاني ) و(بندلي قرط ) …….وغيرهم, الذين قدموا المسرحيات التالية :( السؤال ) , (صلاح الدين الأيوبي ) ,(طارق بن زياد ) .
وفي عام 1920 تأسست (جمعية الترقي والتمثيل العربي ) ,وفي عام 1925 تأسس (النادي السالسي ) الذي كان يقدم المسرحيات المترجمة عن الفرنسية والإيطالية . وفي عام 1933 تأسست فرقة ( نادي الشبيبة الأرثوذكسي ) برئاسة (نصري الجوزي) وفي عام 1937 أسس (جميل الجوزي) (الفرقة التمثيلية العربية لجمعية الشبان المسيحية ). 
وفي عام 1940 تأسست (نقابة الممثلين العربية) كما توالى تشكيل الفرق المسرحية ففي عام 1943 تأسست ( فرقة الأنصار ) و(فرقة اضحك ) حتى بلغ عدد الفرق في (القدس ) وحدها عام 1944 ما يقرب من (20) فرقة هذا التضخم في عدد الفرق ساعد على تأسيس ( اتحاد الفنانين الفلسطينيين ) (20).
أما في البحرين فقد بدأ المسرح مع بداية التعليم المدرسي النظامي سنة 1919 حيث كانت تقدم بعض المسرحيات المدرسية التي انتقلت فيما بعد إلى النوادي الرياضية أيضا , وأصبح العرض المسرحي جزء من نشاط الأندية الرياضية ولحد الآن .مثل (نادي الجزيرة ) .ثم توقفت الحركة المسرحية وعادت في أواخر الخمسينات (21 ).
أما في (المغرب ) و ( الجزائر ) و (ليبيا ) فقد بدأت هي الأخرى مع زيارات الفرق المصرية فرق : (جورج ابيض) ,(محمد عز الدين ) ,(فاطمة رشدي ) وغيرها , إضافة إلى أن (ليبيا ) مثلا تأثرت بالفرق الإيطالية الزائرة لها أيضا , فالشاعر ( احمد قنابة ) الذي يعتبر من رواد المسرح الليبيين قد عمل مع الفرقة الإيطالية التي تدعى (الدبو لاكورو ) من سنة 1925 حتى عام 1936 . وكان اغلب عناصر هذه الفرق تتكون من الفنانين الأجانب بينهم عدد قليل جدا من الليبيين (22) وفي مدينة (درنة) لا في العاصمة بدأت أول فرقة هواة سنة 1928 التي تأسست أيضا نتيجة لتأثيرات الفرق المصرية في العاصمة طرابلس ( الفرقة الوطنية الطرابلسية ) التي أسسها ( احمد قنابة ) سنة 1936(23) , وكذلك جاء تأسيس أول فرقة مغربية بمدينة ( فاس ) عام 1923 قبل العاصمة مراكش - ولابد لنا إن نشير بان ما قام به في تلك الفترة وخاصة بين عام 1923 –1930 المثقفون وقد ماء التلاميذ الناهضين في (فاس ) و (سلا) و( الرباط) من الجهود المحمودة لتأسيس المسرح العربي وتركيزه ( 24 ) . أما في ( الجزائر ) فان بداية المسرح قد اعتمدت على ( العرض الشعبي ) والغناء الذي ارتبط بالهزل اللذان يقدمان في المقاهي. وظل المسرح لفترة طويلة بعيد عن تناول المثقفين , ولذلك ظل الممثل في بدايات المسرح الجزائري هو المؤلف أيضا . وظلت حركة المسرح الجزائرية بهذا الشكل حتى عام 1926 حيث قدم الممثلان ( علا لو ) و( داهمون ) على مسرح ( الكورسال ) أول محاولة مكتوبة بالعامية , وكانت هازلة ( فارس)(25) . 
أما العصر الذهبي للمسرح الجزائري فبدا في الثلاثينيات عندما ادخل ( رشيد قسنطيني ) الأداء المرتجل إلى المسرح ويذكر الدكتور علي الراعي عن الكاتبة الفرنسية (آرليت روت ) التي ذكرت في كتابها ( المسرح الجزائري )" إن رشيد قسنطيني ألف اكثر من مائة مسرحية واسكتش , وقرابة ألف أغنية وكثيرا" ماكان يرتجل التمثيل حسبما يلهمه الخيال "(26) حيث تناول الكثير من الشخصيات الشعبية بأسلوبه المتأثر بـ(الكوميديا ديلارتة) الإيطالية ثم اعتمد المسرح الجزائري على المترجم من المسرحيات والمقتبس التي ظهرت بوضوح على أعمال ( كاكي ولد عبد الرحمن ) حتى ظهور المسرحية الجزائرية , والتجارب الهامة لـ( كاتب ياسين) الذي بدا الكتابة باللغة الفرنسية , ثم انتقل إلى الكتابة بالعامية الجزائرية .
وفي ( الكويت ) نشأ المسرح في المدارس , وتشكلت أول فرقة مسرحية سنة 1938 وهي ( فرقة المباركية ) تلتها (فرقة ألا حمدي ) سنة 1940 ويعتبر (حمد الرجيب) رائد العمل التمثيلي الكويتي الذي حفز زميلا آخر له هو (محمد النشمي ) الذي قدم في الأعوام مابين (1956- 1960 ) عشرين مسرحية بينها واحدة . لـ ( صقر الرشود ) (27) , ولابد من الإشارة إلى " إن حمد الرجيب هو أول هاو للمسرح في الكويت الذي أسهم في تمثيل مسرحية ( إسلام عمر ) التي قدمت عام 1938 , وقام فيها بدورين دور امرأة اسمها (فاطمة ) ودور (سراقة)(28) .
أما المسرح في بقية أقطار الخليج العربي والأردن لا يعدوان اكثر من محاولات مدرسية بسيطة , وتجارب ليست ذات أهمية , لكن ما تجدر الإشارة أليه إن في البعض من هذه الأقطار بدءوا بتأسيس مسارح أهليه أو مسارح دولة كما في ( العربية السعودية) , (الأردن ) , ( قطر ) , (دولة الإمارات العربية ) , ( اليمن ) …الخ , وان الغالبية فيها يعتمد على جلب الخبراء من مصر , والعراق , وسوريا , ولبنان , وتونس .

الهوامش
1- المقصود بالدراما الشعبية التي تمتد جذورها إلى القرن الرابع هجري ومنها(المقامات ) , (السماجة ) ( الكاولية ) ,(السماح) ,( الكرج) ,الاحتفالات بأنواعها …وغيرها 
2- وتعني كلمة القراقوز ذو العيون السوداء 
3- الأخباري : هي مشاهد تمثيلية يمكن اعتبارها نوع من أنواع ( الفارس
FARCE) , وتعني حوارا هزليا بين شخصين أو اكثر تعتمد على الحوار المتهكم والسخرية , والتشاؤم التي بتبادلها المتحاورون لبعضهم البعض 
4- (إسماعيل باشا ) هو نوع من مسرح الدمى انتشر في تونس .
5- د.محمد يوسف نجم : ( البحث عن المفهوم الدرامي في الثقافة العربية), مجلة ( آفاق عربية ) عدد فبراير 1979 ,ص 36 
6- غسان مالح : ( مولد المسرح العربي الجديد )عن رسالة اليونسكو 17/1997 – منشورات معهد العالم العربي –باريس .
7-قاسم حسن صالح كلية علم النفس ..جامعة بغداد ,مقالة مطبوعة عام 1962 .
8- د.سلمان قطاية : ( المسرح العربي ,من أين والى أين ) منشورات اتحاد الكتاب العرب دمشق 1972 ,ص23 
• عاشوراء : (مقتل الحسين بن علي بن أبى طالب ) –حدث هذا عام 680م . توجه الحسين (ع) على راس مائتين من رجاله لاسترداد الخلافة بناءا على دعوة من أهل الكوفة .فقطع جيش يزيد – الذي اصبح خليفة بعد موت أبيه – والمؤلف من أربعة آلاف شخص ,الطريق على الحسين (ع) فتوجه الأخير برجاله إلى نهر الفرات .لكنه اصطدم بأعدائه الذين قاموا بردم قناة المياه التي كان يشرب منها هو ورجاله ,وفي اليوم العاشر وبعد عطش مميت , وبعد يأس من مساندة أهل الكوفة الذين تراجعوا عن وعودهم ,دخل الحسين (ع) ومن معه المعركة في كر بلاء على بعد ثمانين كم من النجف ,فقتل كل أصحاب الحسين وقتل الحسين وقطع رأسه وأرسل إلى يزيد , ومثل بجثته وتشردت عائلته .
9- تمارا الكساندر بوتنسيفيا : ( ألف عام وعام على المسرح العربي )ترجمة توفيق المؤذن دار الفارابي – بيروت ,الطبعة الأولى 1981 ص 43 .
10-عدنان بن ذريل ( المسرح السوري منذ أبى خليل القباني إلى اليوم )
11- د.محمد مندور: ( الفن التمثيلي ) , سلسلة فنون الأدب العربي , دار المعارف بمصر , 1959 , ص30 .
12-د.محمد يوسف نجم :( المسرحية في الأدب العربي ) .
13- الجندي ,ادهم : ( أعلام الأدب والفن ) , الجزء الأول , مطبعة مجلة صوت سوريا دمشق 1954 , ص249 .
14- دير الآباء الدومنيكين : يقع في منطقة الساعة بمدينة الموصل , وهو دير قديم لعب دورا" مؤثرا" في نشر المعرفة , وما زال هذا الدير يمتلك مكتبة
كبيرة .
15-د.علي الزبيدي : ( المسرحية العربية في العراق ) ص123 , مطبعة الرسالة القاهرة 1966 
16- نفس المصدر السابق :ص129 
17- بدر الدين حسن علي : مجلة (الأقلام ) العدد (5)السنة الثالثة عشرة .
حيث زارت فرقة سلامة حجازي عام 1914 وفرقة جورج ابيض عام 1921 وفرقة يوسف وهبي عام 1927 .
18- د.علي الراعي : ( المسرح في الوطن العربي ) ص499 .
19- محمد القيسي: ( المسرح الفلسطيني) مجلة (فنون ) العدد 59 بغداد 15/11/1979 .
20- نفس المصدر السابق 
21-المسرح في الوطن العربي )ص552. 
22-عبد الحميد المجراب :( قضايا مسرحية ), منشورات مكتبة الفكر -طرابلس – ليبيا 1970 ص32وما بعدها .
23- أديب السلاوي : ( المسرح المغربي ), منشورات وزارة الثقافة والإرشاد القومي – دمشق 1975 , ص8 .
24- عبد الله شقر ون : مجلة الفنون عدد (1) السنة (2) أكتوبر 1974 
25- د.علي الراعي : ( المسرح في الوطن العربي ) , ص545 .
26- المصدر السابق : ص545 .
27- يعتبر رائد المسرح الكويتي الحديث , ومؤسس المسرح في (دولة الإمارات) مع الفنان إبراهيم جلال توفي عام 1979 في ( دولة الإمارات العربية ) في حادث سيارة .
28- واجد روماني : ( الحركة المسرحية في الكويت ) , مجلة رسالة النفط , مارس 1961 . 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire